مريضتنا، حنسميها ندى حفاظاً على خصوصيتها، استقبلت سارية ممرضة سند بضحكة عريضة وعيون عم تلمع لما زارتها ببيتها ضمن واحدة من زياراتها الروتينية.
"اليوم مشيت لحد أول الشارع لحالي ورجعت!"
الست ندى كان المشي جزء كبير من حياتها من قبل ما يحل السرطان بأوجاعه ضيف ثقيل عليها.
من أهم أهداف العناية التلطيفية السيطرة على الأوجاع الناتجة عن المرض من خلال خطة مدروسة حسب حالة كل مريض، بتنظم جرعات ومواعيد المسكنات بتوازن ودقة، حتى المريض ما يحس بأي اوجاع وبنفس الوقت يبقى واعي وقادر يعيش حياته بأفضل نوعية ممكنة.
"مشيت ورجعت بدون ما حدا يساعدني. مبسوطة كتير. شوي وحإقدر اطلع زور حفيدتي والعب معها.
بس انا حاسة حالي احسن بكتير، معقول كون عم صح يا سارية؟"
بتبتسم سارية هي وعم تسمعلها وتحضرلها أدويتها للأسبوع.
"انا كتير مبسوطة انك مرتاحة وعم تقدري تمشي.
هيدا المطلوب.
بس نحنا حكينا من قبل انو بس نوصل لهالمرحلة يلي وصلنالها بالمرض صعب نرجع لورا، صح؟"
"صح"
"بس كل شي بإيد الله ما بتعرفي شو بيصير. نحنا علينا نضل مرتاحين ومهتمين بحالنا هيك"
بتفارقها البسمة لثانية، وبترجعلها.
"صح.
مش مهم السرطان، المهم انو ما في وجع".